من ضابط عسكري إلى ضابط موسيقي، كانت حياة الموزع الموسيقي والملحن أمير عبدالمجيد مليئة بالمفاجآت والمواقف التي عاصرها بدءا من عزف القانون وانتهاء بتلحين أول أغنية له، ليصقل بذلك خبرته التي مكنته من الوقوف إلى جوار العديد من كبار الفنانين الخليجيين والعرب، قائداً للفرق الموسيقية وضابطاً للإيقاع.
لم أختر شيئاً
ويروي أمير عبدالمجيد لـ«عكاظ» بدايته مشيراً إلى أنه كان كأي طالب يحلم أن يصبح ضباطاً عسكرياً ولم يدر بخلده أن يكون يوماً «عازف مزيكا». وأضاف: «دخلت المدرسة العسكرية وجلست فيها سنة وبعدها اكتشفت أني لست من هواتها فعدت لأول ثانوي وبقيت فيها عاماً وعرفت بأن هذا ليس طريقي، فقررت الدخول إلى معهد الموسيقى العربية في تخصص الكمنجة ولكن لم تكن الآلة التي أرغب بها، وقبل الاختبارات بفترة اخترت آلة القانون ومنها وجدت متعتي وعشت عليها، وفي ثاني ثانوي أصبحت عازفا محترفا في أهم فرقة موسيقية في العالم العربي».
تسجيل الأغاني
وأشار عبدالمجيد إلى أن مرحلته العملية الثانية في عالم الفن كانت من خلال العمل في فرقة موسيقية لتسجيل الأغنيات في الاستوديو، يقول: «كنت أعمل لفرقة حمادة النادي -رحمة الله عليه- كنت عازف القانون معه، وأول ما بدأت أسجل في الاستوديو كانت غالبية الأغاني سعودية وخليجية ويمنية، وأصبح هذا النمط أساس العمل الخاص بي، فتعلمت من الأساتذة الذين معي وعمري 17 سنة كتابة النوتة».
ملحن بالصدفة
ودون أن يعلم العازف الصغير -آنذاك- أنه يحمل بداخله ملحناً بارعاً، اكتشف أمير عبدالمجيد قدرته على التلحين عن طريق الصدفة، يقول: «اكتشفت أني ملحن بالصدفة عندما كنت في الصف الثاني ثانوي، وخلال عزفي القانون مع الأستاذ عبده داغر وضع لحناً لمطربة من العيار الثقيل في الفن الشعبي، فكنت أكتب له نوتة اللحن وعدت بعد ذلك للمنزل والقصيدة معي، وفي جلسة مع نفسي قلت لماذا لا أجرب إعادة تلحينها، فأخذت العود وبدأت تلحينها من جديد، ووجدت لحناً جميلاً ليست له علاقة بلحن الأستاذ عبده، فاكتشفت الملحن بداخلي وأغلقت الورقة ونسيت الأمر. وصادف أن اثنين من زملائي في الدفعة من الشعراء في مصر محمد شبانة وسيد شوقي، كانا يطلعاني على العديد من قصائدهما، فكلما كتبا قصائد غنائية بصوت أحد المطربين أصنع اللحن لصوته وأتركه، وبعد أن أصبحت لدي فرقة وأصبحت أوزع التقيت بملحن سعودي ذي صلة بشركة إنتاج كبيرة في الرياض، فسمع اللحن على نغمة العود فسألني لمن هذه الألحان؟ فأخبرته أنها من ألحاني في الصغر، إذ تخيلت غناء السيدة وردة لها، ليبدي استعداده لإنتاجها لوردة، لتذهب وردة باللحن بعد ذلك.
التلحين والتوزيع
ويرى أمير عبدالمجيد أن التلحين موهبة مثل التوزيع أيضاً موهبة، ولكن لكل موهبة طريقة إخراج. وأضاف: موهبة التلحين صاحبها لديه آلة وله القدرة على تكوين جملة لحنية، ولو أراد أن يوزعها فيجب أن تكون لديه دراية وعلم بكتابة النوتة الموسيقية والمساحات التي يريد أن يوزع فيها، وهذا يعني أنه يعطي هذه النغمة لآلة الناي والأخرى لآلة القانون، التوزيع هو أن تصنع بروازا جميلا لصورة بحيث ترسم صورة بألوان مختلفة مع الحفاظ على الملامح الأصلية للشخص لتظهر جمال البرواز.
رحلته مع أبوبكر سالم
ويتحدث أمير عبدالمجيد عن رحلته الطويلة مع أبوبكر سالم: «إحساس المطرب أبوبكر نفس الإحساس الذي عند عبدالحليم حافظ -رحمهما الله، فهو يعيش اللحن». ويواصل حديثه: «أبوبكر لديه ملكة الارتجال، فعندما يقف إلى جوارك تجده متعدد المواهب شاعراً وملحناً ومطرباً وعازف إيقاع وعازف عود، وعند ارتجاله يبدع في أشياء هو أصلا يعرفها، تجده يرتجل بيت شعر جديد، أو جملة لحنية جديدة، يعرف أن المايسترو لديه ورقة ملتزم بها، وهذا الشيء ليس موجودا في الورقة أمامك، ولو حصلت مع قائد فرقة موسيقية آخر ربما يتورط، ومن المواقف الطريفة أنه بعد حفلة أبوبكر يسألوني: أنت ساحره، كيف عرفت أنه سيغير؟».
محمد عبده ودور البطولة
ويروي أمير عبدالمجيد قصة مثيرة حدثت له مع فنان العرب محمد عبده، يقول: «أبو نورة يحب أن يكون هو البطل على المسرح، بمعنى أن التركيز يكون عليه فقط، أي أن بقية الموسيقيين يخدمون صوته وهو يقول الذي يريد أن يقوله، وتأتي اللزمة الموسيقية بالشكل الذي يتعامل هو معها، فهو مغنٍ حر، يريد أن يواصل أو يعود في الأغنية وهو على المسرح. خلال أداء بروفات حفلة دار الأوبرا في أغنية عالي السكوت كنت أصنع شيئا وهو يظهر بشيء آخر، فقلت له يا أستاذ هذا لا ينفع!، فقال استبعد هذا التوزيع ووزعها توزيعاً عادياً وأنا أنهي كل شيء، بمعنى أن تكون مصاحبة عادية بالتوزيع الكلاسيكي، فقلت له هل تخاف من حدوث مشكلة على المسرح فقال نعم، فقلت لا تقلق، وأنا سأتصرف، فعملنا عدة بروفات وكان راضيا جداً، فلما صعدنا المسرح بدأنا، ولكن فجأة رجع مرة أخرى وكأنه يعاندنا، فاضطررت إلى مسايرته كما يريد ولم يشعر أحد بذلك، وكانت من أجمل الحفلات».
عبادي الجوهر قيمة فنية
وعن مرافقته الطويلة للفنان عبادي، قال: «علاقتي معه كمايسترو قيمة فنية وإنسانية، وهكذا الفنان عبادي، فأنا عرفته كصديق، وعندما عملنا مع بعض توافقنا، نحن دائماً على تواصل، فإذا كان لديه عمل يتصل بي ويسمعني دائما، وبالمناسبة عبادي أغانيه ليست سهلة، كلها صعبة، هو موسيقي شاطر، حتى في الأغنية السهلة لشخص آخر تجده يدخل عليها حركة بالعود تحتاج إلى تركيز، فهو عازف بارع، وعندما يلحن تجده يلحن بنفس المستوى، وكذلك من يعمل معه يجب أن يكون بارعاً، عبادي يختار الشيء الصعب ويضع لمساته الإبداعية عليه».
لم أختر شيئاً
ويروي أمير عبدالمجيد لـ«عكاظ» بدايته مشيراً إلى أنه كان كأي طالب يحلم أن يصبح ضباطاً عسكرياً ولم يدر بخلده أن يكون يوماً «عازف مزيكا». وأضاف: «دخلت المدرسة العسكرية وجلست فيها سنة وبعدها اكتشفت أني لست من هواتها فعدت لأول ثانوي وبقيت فيها عاماً وعرفت بأن هذا ليس طريقي، فقررت الدخول إلى معهد الموسيقى العربية في تخصص الكمنجة ولكن لم تكن الآلة التي أرغب بها، وقبل الاختبارات بفترة اخترت آلة القانون ومنها وجدت متعتي وعشت عليها، وفي ثاني ثانوي أصبحت عازفا محترفا في أهم فرقة موسيقية في العالم العربي».
تسجيل الأغاني
وأشار عبدالمجيد إلى أن مرحلته العملية الثانية في عالم الفن كانت من خلال العمل في فرقة موسيقية لتسجيل الأغنيات في الاستوديو، يقول: «كنت أعمل لفرقة حمادة النادي -رحمة الله عليه- كنت عازف القانون معه، وأول ما بدأت أسجل في الاستوديو كانت غالبية الأغاني سعودية وخليجية ويمنية، وأصبح هذا النمط أساس العمل الخاص بي، فتعلمت من الأساتذة الذين معي وعمري 17 سنة كتابة النوتة».
ملحن بالصدفة
ودون أن يعلم العازف الصغير -آنذاك- أنه يحمل بداخله ملحناً بارعاً، اكتشف أمير عبدالمجيد قدرته على التلحين عن طريق الصدفة، يقول: «اكتشفت أني ملحن بالصدفة عندما كنت في الصف الثاني ثانوي، وخلال عزفي القانون مع الأستاذ عبده داغر وضع لحناً لمطربة من العيار الثقيل في الفن الشعبي، فكنت أكتب له نوتة اللحن وعدت بعد ذلك للمنزل والقصيدة معي، وفي جلسة مع نفسي قلت لماذا لا أجرب إعادة تلحينها، فأخذت العود وبدأت تلحينها من جديد، ووجدت لحناً جميلاً ليست له علاقة بلحن الأستاذ عبده، فاكتشفت الملحن بداخلي وأغلقت الورقة ونسيت الأمر. وصادف أن اثنين من زملائي في الدفعة من الشعراء في مصر محمد شبانة وسيد شوقي، كانا يطلعاني على العديد من قصائدهما، فكلما كتبا قصائد غنائية بصوت أحد المطربين أصنع اللحن لصوته وأتركه، وبعد أن أصبحت لدي فرقة وأصبحت أوزع التقيت بملحن سعودي ذي صلة بشركة إنتاج كبيرة في الرياض، فسمع اللحن على نغمة العود فسألني لمن هذه الألحان؟ فأخبرته أنها من ألحاني في الصغر، إذ تخيلت غناء السيدة وردة لها، ليبدي استعداده لإنتاجها لوردة، لتذهب وردة باللحن بعد ذلك.
التلحين والتوزيع
ويرى أمير عبدالمجيد أن التلحين موهبة مثل التوزيع أيضاً موهبة، ولكن لكل موهبة طريقة إخراج. وأضاف: موهبة التلحين صاحبها لديه آلة وله القدرة على تكوين جملة لحنية، ولو أراد أن يوزعها فيجب أن تكون لديه دراية وعلم بكتابة النوتة الموسيقية والمساحات التي يريد أن يوزع فيها، وهذا يعني أنه يعطي هذه النغمة لآلة الناي والأخرى لآلة القانون، التوزيع هو أن تصنع بروازا جميلا لصورة بحيث ترسم صورة بألوان مختلفة مع الحفاظ على الملامح الأصلية للشخص لتظهر جمال البرواز.
رحلته مع أبوبكر سالم
ويتحدث أمير عبدالمجيد عن رحلته الطويلة مع أبوبكر سالم: «إحساس المطرب أبوبكر نفس الإحساس الذي عند عبدالحليم حافظ -رحمهما الله، فهو يعيش اللحن». ويواصل حديثه: «أبوبكر لديه ملكة الارتجال، فعندما يقف إلى جوارك تجده متعدد المواهب شاعراً وملحناً ومطرباً وعازف إيقاع وعازف عود، وعند ارتجاله يبدع في أشياء هو أصلا يعرفها، تجده يرتجل بيت شعر جديد، أو جملة لحنية جديدة، يعرف أن المايسترو لديه ورقة ملتزم بها، وهذا الشيء ليس موجودا في الورقة أمامك، ولو حصلت مع قائد فرقة موسيقية آخر ربما يتورط، ومن المواقف الطريفة أنه بعد حفلة أبوبكر يسألوني: أنت ساحره، كيف عرفت أنه سيغير؟».
محمد عبده ودور البطولة
ويروي أمير عبدالمجيد قصة مثيرة حدثت له مع فنان العرب محمد عبده، يقول: «أبو نورة يحب أن يكون هو البطل على المسرح، بمعنى أن التركيز يكون عليه فقط، أي أن بقية الموسيقيين يخدمون صوته وهو يقول الذي يريد أن يقوله، وتأتي اللزمة الموسيقية بالشكل الذي يتعامل هو معها، فهو مغنٍ حر، يريد أن يواصل أو يعود في الأغنية وهو على المسرح. خلال أداء بروفات حفلة دار الأوبرا في أغنية عالي السكوت كنت أصنع شيئا وهو يظهر بشيء آخر، فقلت له يا أستاذ هذا لا ينفع!، فقال استبعد هذا التوزيع ووزعها توزيعاً عادياً وأنا أنهي كل شيء، بمعنى أن تكون مصاحبة عادية بالتوزيع الكلاسيكي، فقلت له هل تخاف من حدوث مشكلة على المسرح فقال نعم، فقلت لا تقلق، وأنا سأتصرف، فعملنا عدة بروفات وكان راضيا جداً، فلما صعدنا المسرح بدأنا، ولكن فجأة رجع مرة أخرى وكأنه يعاندنا، فاضطررت إلى مسايرته كما يريد ولم يشعر أحد بذلك، وكانت من أجمل الحفلات».
عبادي الجوهر قيمة فنية
وعن مرافقته الطويلة للفنان عبادي، قال: «علاقتي معه كمايسترو قيمة فنية وإنسانية، وهكذا الفنان عبادي، فأنا عرفته كصديق، وعندما عملنا مع بعض توافقنا، نحن دائماً على تواصل، فإذا كان لديه عمل يتصل بي ويسمعني دائما، وبالمناسبة عبادي أغانيه ليست سهلة، كلها صعبة، هو موسيقي شاطر، حتى في الأغنية السهلة لشخص آخر تجده يدخل عليها حركة بالعود تحتاج إلى تركيز، فهو عازف بارع، وعندما يلحن تجده يلحن بنفس المستوى، وكذلك من يعمل معه يجب أن يكون بارعاً، عبادي يختار الشيء الصعب ويضع لمساته الإبداعية عليه».